Pages

Ads 468x60px

نادر بكار يكتب: اعتبرنى «آشتون» يا سيدى












تنويه قبل البدء: رغم أنى لا أحبذ كثيرا ًتصدير مقالتى بعنوانٍ هزلى، والأدهى أننى أستشعر حرجا ًوضيقا ًبالغين إذا ما استخدمت اللغة العامية الدارجة فى ثنايا المقال فضلا ًعن العنوان نفسه.. لكنى اليوم سأكسر القاعدة مجدداً كنوعٍ من الاحتراز أتجنب به انفلات الأعصاب وتطاير الكلمات غير المنضبطة؛ لأخرج غيظى وسخريتى المريرة وحزنى وكمدى فى هذا العنوان: اعتبرنى أو اعتبرنا جميعا آشتون يا سيدى!

«الرئيس وعد آشتون بتغيير الحكومة مقابل القرض» عنوان تصدر صحف الأربعاء والخميس الماضيين، وتفاصيل الخبر تتخطى ذلك لتصل إلى حد الوعد بتغيير النائب العام نفسه... «كاثرين أشتون» الممثل السامى للاتحاد الأوروبى لشئون السياسة الخارجية ــ ألا يذكرك الوصف سامى بأى شىء ؟ المندوب السامى مثلا؟أرجوك لا تسىء بى الظن! ــ استطاعت بزيارة قصيرة وبلقاءٍ واحدٍ فقط إقناع الرئيس بما حاول أن يقنعه به حزب النور وأحزاب جبهة الإنقاذ على مدار شهور ولقاءاتٍ مطولة ورحلات مكوكية. أعتذر عن هذه المقارنة طبعا ً؛ فحزب النور وجبهة الإنقاذ معروفون بالعمالة للخارج وتطبيق أجندات أمريكية أوروبية، أما السيدة آشتون ــ ويمكنك أن تصفها بالحاجَّة آشتون إذا أردت اقناع البسطاء ــ فحريصة على مصلحة الوطن ومشفقة على ما وصل إليه حاله!

وبالتأكيد الرئيس يعلم أن وعده «لآشتون» يختلف تماما ًعن سائر وعوده السابقة لمختلف شرائح بنى وطنه، فالإخوة الأوروبيون لا يعرفون هزلا ًأو مزاحا ًفى أمورٍ كهذه، والسيدة آشتون طالما أنها أمرت أأأأ....أقصد اشترطت إحم...أعنى نصحت، فهى تعلم يقينا أن رسالتها قد وصلت واضحة المعانى وأن النظام المصرى «المستقل» سيحرص على استيفاء الشروط وانتفاء الموانع التى تحول بينه وبين تحصيل الاعتبار الأوروبى... وحاشا لله أن يكون لقرض صندوق النقد أى شروط كما أكد على ذلك رئيس الوزراء مرارا! إنما فقط هى جهود وساطة محمودة من السيدة «آشتون».

يُمكننا حتى نوفر على أنفسنا معاناة ارتفاع ضغط الدم وأعراض الذبحة وغيرها أن نسلى أنفسنا بأن زامر الحى لا يُطرب، وأن الشيخ ــ أقصد الشيخة ــ البعيدة ــ وهذه ليست شتيمة طبعا ً! ــ سرها باتع....وحقيقة ً فأنا فى شغفٍ كبير وربما الكثيرون يشاركوننى نفس الشعور لسماع آخر ما ستبدعه «آلة التبرير» الإعلامية المرئية أو الفيسبوكية أو التويترية لإقناعنا برؤية الرئيس الثاقبة التى اقتضت ليس فقط ضرورة تغيير الحكومة، بل كيف أنه لن يجد أفضل من الجنزورى ليأتمنه على هذا المنصب بعدما وجد أن تقصير وفشل الحكومة لا يمكن السكوت عليه، بل وصلت ــ أى الرؤية الثاقبة ــ إلى درجة استشعار خطر بقاء النائب العام الحالى فى منصبه!

بالمناسبة أنا منتظر من الإخوة المعلقين عبارات التخوين والشتم والاتهام بالتحول عن دين الإسلام والطعن فى النيات وشفيق والإمارات وكم دفعوا لك ــ لا أدرى من هم هذه المرة الخليجيون، الأمريكيون أم آشتون نفسها ــ ومتى ستعود إلى رشدك، أو العبارات الأرق من ذلك: «واعتصموا بحبل الله جميعا ًولا تفرقوا» ومتى تتحد التيارات الإسلامية.. أوفر عليكم عناء الكتابة فقط.








Facebook Blogger Plugin: Bloggerized by Mogaz-Today